يوم المهندس العراقي
أعزائي وزملائي مهندسي العراق الكرام،
نيابة عن غرفة التجارة والصناعة السويدية العراقية وأصالًة عن نفسي؛ يشرفني أن أهدي إليكم هذه الكلمات بمناسبة يوم المهندس العراقي، الذي يحتفل به في 25 أيار/مايو.
فاليوم؛ كلنا فخورين بمساهمات وإنجازات المهندسين العراقيين التي لا تصفها كلمات، وبالامتنان مجتمعين معًا للاحتفاء بهم. كان ولا يزال لمهندسي العراق دورً فعال في تشكيل الإرث الحضري للأمة وتمهيد الطريق لمستقبل مشرق ومزدهر.
الاحتفال بتراثنا الحضري
يتمتع المهندسون العراقيون بتاريخ حافل ممتد منذ الألفية الخامسة قبل الميلاد حينما تم اختراع العجلة وآلات أخرى في بلاد ما بين النهرين ومهد الحضارة حيث قام المهندسون الأوائل ببناء الزقورات رائعة، وتصميم أنظمة قنوات الري معقدة، وإنشاء مدن حضرية مثل بابل وأور. أرست هذه الإنجازات الأساس للهندسة الحديثة ولا تزال تلهمنا اليوم.
وفي عصرنا الحديث؛ لعب المهندسون العراقيون دورًا محوريًا في تطوير البنية التحتية للعراق. من بناء الطرق السريعة والجسور الحديثة إلى التقدم في صناعة النفط. فالمهندس العراقي هو العمود الفقري لنمو العراق الاقتصادي ومرونته. على الرغم من مواجهة العديد من التحديات، بما في ذلك فترات الصراع وعدم الاستقرار، كان تصميمكم وابتكاركم حيويين في إعادة بناء واستعادة البنية التحتية للبلاد ومحط احترام وتقدير من الجميع.
مساهمات المهندس العراقي العالمية
ساهم المهندسون العراقيون بشكل كبير في العديد من المشاريع العالمية الهامة عبر التاريخ، وذلك بفضل خبراتهم وإبداعاتهم في مختلف المجالات الهندسية. فمن أهم مساهماتهم:
في مجال البناء والتشييد
- شارك المهندس العراقي في بناء العديد من المعالم المعمارية العالمية المشهورة مثل: برج خليفة في دبي، وجسر البوابة الذهبية في سان فرانسيسكو، ودار الأوبرا في سيدني.
- لعب المهندس العراقي دورًا رئيسيًا في إعادة إعمار العديد من المدن المدمرة بالحروب، مثل: بيروت بعد الحرب الأهلية اللبنانية، وموسكو بعد الحرب العالمية الثانية.
في مجال النفط والغاز
- ساهم المهندس العراقي في تطوير تقنيات جديدة لاستخراج النفط والغاز من حقول معقدة، مثل: حقول النفط في العراق والسعودية والإمارات العربية المتحدة.
- لعب المهندس العراقي دورًا هامًا في تصميم وبناء العديد من مصافي النفط ومحطات معالجة الغاز حول العالم.
في مجال النقل
- شارك المهندس العراقي في تصميم وبناء العديد من الطرق السريعة والسكك الحديدية والجسور في مختلف أنحاء العالم.
- ساهم المهندس العراقي في تطوير تقنيات جديدة للنقل العام، مثل: أنظمة المترو والقطارات الكهربائية.
في مجال الاتصالات
- لعب المهندس العراقي دورًا هامًا في تطوير شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية في العديد من الدول العربية والأجنبية.
- ساهم المهندس العراقي في تصميم وبناء العديد من محطات الأقمار الصناعية وأنظمة الاتصالات الفضائية.
من أشهر المهندسين العراقيين الذين ساهموا في مشاريع عالمية
- مظفر النجار: مهندس معماري عراقي؛ صمم مبنى بنك بغداد، الذي كان في ذلك الوقت أطول مبنى في الشرق الأوسط.
- جمال عبد الرحمن: مهندس مدني عراقي؛ شارك في تصميم وبناء سد ماردان في تركيا، وهو أحد أكبر السدود في العالم.
- مهدي الصالح: مهندس نفط عراقي؛ ساهم في تطوير تقنيات جديدة لاستخراج النفط من حقول معقدة.
- رزاق عبد الوهاب: مهندس كهرباء عراقي، شارك في تصميم وبناء محطة كهرباء الفرات في العراق، وهي واحدة من أكبر محطات الطاقة في الشرق الأوسط.
فاروق القاسم: العراقي النرويجي عالم في جيولوجيا النفط، ولد عام 1934 في البصرة جنوب العراق ، اشتهر في دوره في استكشاف النفط في النرويج.
زها حديد: مهندسة معمارية عراقية بتصنيف عالمي شاركت في تصميم برج مبنى البنك المركزي العراقي، وهو برج مكون من 38 طابقًا بارتفاع 172متراً، ومقر البنك المركزي العراقي الجديد، يقع على ضفاف نهر دجلة في حي الجادرية بغداد العراق.
مع فائق تقديرنا لكن من لم يسعنا ذكر اسمه من المهندسين العراقيين، كما نضيف إلى ذلك؛ العديد من المهندسين العراقيين الذين يعملون في شركات عالمية كبرى مثل: جنرال إلكتريك، وبوينج، ومايكروسوفت ويحصلون على جوائز مرموقة تقديرًا لإسهاماتهم في مجالات الهندسة المختلفة.
احتضان مستقبل مشرق
وبينما نتطلع إلى المستقبل، سيكون دور المهندسين العراقيين أكثر أهمية من أي وقت مضى في دفع عجلة التنمية والتطوير في البلاد. يمثل التحضر والاستدامة البيئية والتقدم التكنولوجي تحديات وفرصًا تتطلب حلولا مبتكرة ومناهج تفكير مستقبلية.
التعليم والتطوير المهني لمهندسينا أمر بالغ الأهمية وهو ما نلمسه في حرص الجامعات والمعاهد التقنية العراقية على انتاج جيلًا جديدًا من المهندسين المجهزين تجهيزًا جيدًا بأحدث المعارف والمهارات في مجالات تتراوح من الهندسة المدنية والميكانيكية إلى هندسة الكمبيوتر والبيئة. هؤلاء المهنيين الشباب مستعدون لمواجهة التحديات المعقدة للقرن الـمعاصر والمساهمة في تقدم العراق على نطاق عالمي.
إن دمج التقنيات المتطورة، مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة ومفاهيم المدن الذكية، سيحدث ثورة في المشهد الهندسي في العراق. المهندسون العراقيون هم في طليعة السعي لتبني هذه التقنيات، وخلق بيئات حضرية مستدامة وفعالة ومرنة ستفيد الأجيال القادمة.
تكريم التميز
اليوم، نكرم تميز وتفاني المهندسين العراقيين الذين شكلوا ماضينا ويواصلون بناء مستقبلنا. إن عملكم الجاد وبراعتكم ومثابرتكم هي حجر الزاوية في تنمية العراق وخبراتكم اليوم لها صدى كبير في أرجاء العالم. لا يقتصر هذا اليوم على الاعتراف بإنجازات المهندس العراقي فحسب، بل يمتد أيضا لإلهام الأجيال القادمة لمتابعة مهن في الهندسة وتقدير الدور الحيوي الذي يلعبه المهندسون في المجتمع.
ختامًا،
فإن إرث المهندسين العراقيين هو إرث الابتكار والمرونة والتميز. بينما نحتفل بإنجازاتهم السابقة ونتطلع إلى مساهماتهم المستقبلية، فإننا نُقر بأن مهنة الهندسة ضرورية للتنمية والازدهار المستمرين لعالمنا. في 25 أيار/مايو، تهنئ غرفة التجارة والصناعة السويدية العراقية بفخر المهندسين العراقيين الذين يجسد عملهم تراثًا فخورًا ومستقبلًا واعدًا.
مع عميق الاحترام والامتنان،
الدكتور المهندس / عزمي آل عيسى
رئيس غرفة التجارة والصناعة السويدية العراقية
